يدخل العمل المعجمي والمصطلحي الذي ينهض به المكتب، في إطار خطة التعريب الشاملة والتي بمقتضاها يقوم بإنجاز
أعمال معجمية ولغوية وفق قوانين تحكم سـيره العلمي، وطبقاً لمناهج محددة يضعها المكتب لنفسه من خلال ما
يقترحه مجلسه العلمي الاستشاري، أو تبعاً لخطط تضعها له المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم، انطلاقاً
من مقترحات وأولويات يفرضها واقع اللغة العربية ومتطلبات الأقطار العربية المتطلعة إلى الاستفادة من النتاج
العلمي المعاصر.
و يمكن حصر أسلوب المكتب في تنسيق المصطلحات في ثلاث مراحل، كان آخرها تلك التي تبناها المكتب سنة 1990،
وتتمثل في الخطوات التالية:
- إطلاع اللجان الوطنية العربية للتربية والثقافة والعلوم، على قائمة المشروعات المعجمية التي ينوي
المكتب إنجازها، لإمداده بأسماء الجهات المتخصصة الراغبة في التعاقد معه لإعداد أحد المشروعات
المقترحة.
- يتعاقد المكتب مع مؤسسة علمية متخصصة في مجال المشروع، لتكون هي المشرف العلمي على إنجازه، وهي التي
تختار الخبراء وتتابع العمل، خطوة خطوة، حتى نهايته. ويضع المكتب تحت تصرف فريق العمل، وبتعاون مع
خبرائه اللغويين، المراجع والمصادر الضرورية لإنجاز المشروع، مع اعتبار المصطلح المـجْمَعي مصطلحاً
أساسياً، إن وُجد، وكذلك المصطلحات الموحدة التي صادقت عليها مؤتمرات التعريب، مع ضرورة الرجوع إلى
التراث العربي للاستفادة منه واستثماره.
- عرض المشروع، بعد إنجازه، على جهات متخصصة لمراجعته وتقويمه وإبداء الملاحظات عليه.
- توجيه هذه الملاحظات إلى الجهة الأولى، للاستفادة منها في إغناء المشروع الأصلي.
- يوزع المكتب مشروع المعجم بعد إنجازه على الجهات المختصة في الوطن العربي، لأجل الدراسة وإبداء
الرأي، تمهيدا للعرض على مؤتمر للتعريب.
- عرض المشروع المنقح بعد ذلك على مؤتمر للتعريب لدراسته وإقراره.
منهجية مكتب تنسيق التعريب في وضع المصطلحات
تنفيذا لقرارات وتوصيات مؤتمرات التعريب الداعية إلى ضرورة اعتماد منهجية علمية دقيقة لوضع المصطلحات
الموحَّدة، نظم مكتب تنسيق التعريب – لهذا الغرض- عدة اجتماعات وندوات، من أهمها: ندوة الرباط (سنة 1981)،
وندوة عمّان (سنة 1993). وقد وضع المشاركون في هذه اللقاءات المبادئ الأساسية في اختيار المصطلحات العلمية
ووضعها. وترتكز هذه المبادئ على عناصر، من أهمها: الاطراد والشيوع، ويسر التداول، والملاءمة، وإمكان
التوليد.
المبادئ الأساسية:
- ضرورة وجود مناسبة أو مشاركة أو مشابهة بين مدلول المصطلح اللغوي ومدلوله الاصطلاحي، ولا يشترط في
المصطلح أن يستوعب كلَّ معناه العلمي.
- وضع مصطلح واحد للمفهوم العلمي الواحد ذي المضمون الواحد في الحقل الواحد.
- تجنب تعدد الدلالات للمصطلح الواحد في الحقل الواحد، وتفضيلُ اللفظ المختصِّ على اللفظ المشترك.
- استقراء وإحياء التراث العربي، وخاصة ما استُعمل منه، أو ما استقر منه من مصطلحات علمية عربية،
صالحة للاستعمال الحديث، وما ورد فيه من ألفاظ معرَّبة.
- مسايرة المنهج الدولي في اختيار المصطلحات العلمية، مما يقتضي:
- أ- مراعاة التقريب بين المصطلحات العربية والعالمية، لتسهيل المقابلة بينهما للمشتغلين
بالعلم والدارسين.
- اعتماد التصنيف العشري الدولي لتصنيف المصطلحات، حسب حقولها وفروعها.
- تقسيم المفاهيم واستكمالها وتجديدها وتعريفهـا وترتيبها، حسب كل حقل.
- اشتراك المتخصصـين والمستهلكـين فـي وضـع المصطلحات.
- مواصلة البحوث والدراسات لتيسير الاتصال، بدوام، بين واضعي المصطلحات ومستعمليها.
- استخدام الوسائل اللغوية في توليد المصطلحات العلمية الجديدة بالأفضلية، طبقاً للترتيب التالي:
التراث، فالتوليد ( لما فيه من مجاز، واشتقاق، وتعريب، ونحت).
- تفضيل الكلمات العربية الفصيحة المتواترة على الكلمات المعربة.
- تَجَنُّب الكلمات العامية، إلا عند الاقتضاء، بشرط أن تكون مشتركةً بين لهجات عربيـة عديدة، وأن
يُشار إلى عاميتها، بأن توضع بين قوسين، مثلا.
- تفضيل الصيغة الجزلة الواضحة، و تَجَنُّب النافر والمحظور من الألفاظ.
- تفضيل الكلمة التي تسمح بالاشتقاق على الكلمة التي لا تسمح به.
- تفضيل الكلمة المفردة، لأنها تساعد على تسهيل الاشتقاق، والنسبة، والإضافة، والتثنية، والجمع.
- تفضيل الكلمة الدقيقة على الكلمة العامة أو المبهمة، ومراعاة اتفاق المصطلح العربي مع المدلول
العلمي للمصطلح الأجنبي، دون التقيـد بالدَّلالة اللفظية للمصطلح الأجنبي.
- في حالة المترادفات أو القريبة من الترادف، تُفضّل اللفظةُ التي يوحي جذرها بالمفهوم الأصلي بصفة
أوضح.
- تُفَضَّل الكلمة الشائعة على الكلمة النادرة أو الغريبة، إلا إذا التبس معنى المصطلح العلمي بالمعنى
الشائع المتداول لتلك الكلمة.
- عند وجود ألفاظ مترادفة أو متقاربة في مدلولها، ينبغي تحديدُ الدَّلالة العلمية الدقيقة لكل واحد
منها، وانتقاء اللفظ العلمي الذي يقابلها. ويَحْسُن عند انتقاء مصطلحات من هذا النوع، أن تُجمع كل
الألفاظ ذات المعاني القريبة أو المتشابهة، وتُعَالجَ كلها مجموعة واحدة.
- مراعاة ما اتّفق المختصون على استعماله من مصطلحات ودَلالات علمية خاصة بهم، مُعرَّبة كانت أو
مترجمةً.
- التعريب، عند الحاجة، وخاصة المصطلحات ذات الصيغة العالمية، كالألفاظ ذات الأصل اليوناني أو
اللاتيني، أو أسماء العلماء المستعملة مصطلحات، أو العناصر والمركبات الكيميائية.
- عند تعريب الألفاظ الأجنبية، يُراعى ما يأتي:
- أ- ترجيح ما سَهُل نُطقُه في رسم الألفاظ المعربة، عند اختلاف نطقها في اللغات الأجنبية.
- ب- التغيير في شكله، حتى يُصبح موافقا للصيغة العربية ومستساغا.
- جـ-اعتبار المصطلح المعرب عربيا، يخضع لقواعد اللغة، ويجوز فيه الاشتقاق والنحت، وتستخدم
فيه أدوات البدء والإلحاق، مع موافقته للصيغة العربية.
- د- تصويب الكلمات العربية التي حَرَّفَتْها اللغاتُ الأجنبية، واستعمالها باعتماد أصلها
الفصيح.
- هـ- ضبط المصطلحات عامة، والمعرب منها خاصة، بالشكل، حرصا على صحة نطقه، ودقة أدائه.